تقرير خاص عن الوضع البيئي في مدينة طولكرم

المرفق شهادات حية نقلا عن مواطنين تم توثيقها بمسجل صوت وصور عن اثار هذه المصانع  .....


وزارة الصحة في طولكرم تكشف  : 100 عائلة فلسطينية تقطن في محيط مصانع  جيشوري يعانون من امراض الحساسية والصدر والجلد .

المزارعة منى عودة تحافظ على اراضيها الزراعية رغم وجودها خلف مصنع جيشوري .

طولكرم – الحياة الجديدة – كتب مراد ياسين -2013
تبددت آمالهم في الحياة وأصبحوا يبحثون عن وسائل ممكنة للبقاء على قيد الحياة بعد ان فقدوا أغلى ما يملكون من الصحة نتيجة استنشاقهم الغازات السامة التي تنبعث باستمرار من سلسة مصنع جيشوري الكيماوية الذي أقامته سلطات الاحتلال على أرض الأوقاف الاسلامية غرب مدينة طولكرم  ليكون بموازاة  جدار للفصل العنصري الذي يبعث بسمومه  القاتلة  لتبدأ معاناة المواطنين الكرميين وتحول حياة العشرات من الأسر في الحي الغربي الى جحيم .
إلى الغرب من مدينة طولكرم ، وتحديدا في المنطقة الفاصلة ما بين أراضي 1948 وأراضي السلطة الوطنية الفلسطينية، تم إقامة أكثر من (12) مصنعا اسرائيليا مثل: جيشوري، مصنع ديكسون غاز، ياميت ، تال ايل والسول اور إضافة إلى وجود مصانع متخصصة بصناعة البطاريات وطلاء المعادن والدباغة والجلود والورق والإسفنج .
وتشكل هذه المصانع غير القانونية  خطرا على سكان مدينة طولكرم بيئيا وصحيا بالإضافة الى تأثيراتها الضارة على العامل الفلسطيني الذي يتعرض يوميا للأبخرة السامة والمخلفات القاتلة والتي ادت الى زيادة حالات السرطانات في المدينة وبخاصة بين العمال.
وأحد الأسباب التي ساعدت على اقامة هذه المصانع وتمكين وجودها،  سيطرة الاحتلال على الأراضي الزراعية التابعة للفلسطينيين بالإضافة الى استغلال العامل الفلسطيني الذي يعيش تحت وطأة البطالة وانعدام فرص العمل، للعمل مقابل أجر زهيد.
ويقول مدير صحة طولكرم  د. سعيد حنون أحد المتابعين والمهتمين بهذه القضية أن هذه المصانع الكيماوية غرب المدينة اقيمت على اراض مقتطعة من مدينة طولكرم  وتم عزلها داخل جدار الفصل العنصري وغير تابعة لسلطة الدولة الفلسطينية  وغير مرخصة من قبل وزارة الصحة الفلسطينية ، ونحن كوزارة صحة نرفض اقامة مثل هذه المصانع كونها تؤدي الى تلوث بيئي في الهواء وتصدر مجموعة من السحب المشبعة بالمواد الكيماوية وتلحق الضرر بصحة الانسان وتسبب امراض عديدة مثل التهابات العين والجلد والحساسية المفرطة للجلد والتهابات الجهاز التنفسي وتزيد وتيرة المضاعفات لدى المواطنين الذين يعانون من بعض الامراض مثل الربو الصدري واخطرها الاصابة بمرض السرطان ، لان استنشاق المواد الكيماوية يؤدي الى انتشار امراض السرطان المختلفة في الدم او الصدر .

ويقول د. حنون ان السحب الكيماوية المنبعثة من تلك المصانع تنتشر فوق اجواء مدينة طولكرم وتعرض معظم سكان المدينة بنسب متفاوتة لضررها وتأثيرها ، وهنالك مخلفات المصانع التي تنساب من تلك المصانع باتجاه الاراضي الزراعية مما  تلوث التربة والمزروعات و تؤثر على كافة عناصر البيئة وصولا الى المواد الغذائية ومياه الشرب .
ويشير  د. حنون : ان هذه المصانع تم ازالتها من داخل المناطق السكنية الاسرائيلية نتيجة اعتراض المواطنين الاسرائيليين على وجودها لما الحق بهم من ضرر صحي وبيئي ونقلها الى الغرب من مدينة طولكرم ، ونتيجة اتجاه الرياح من الغرب الى الشرق اصبحت مدينة طولكرم والقرى المجاورة هي الوحيدة المتضررة من تلك المصانع .

وأكد د. حنون ان الوزارة اجرت مراسلات مع مؤسسات دولية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية ومؤسسات تعنى بحقوق الانسان والصحة من اجل التأثير والضغط على كيان الاحتلال من اجل ازالتها من المكان دون جدوى .
وكشف د. حنون عن قيام وزارة الصحة في طولكرم بأجراء مسح صحي  ل 100 عائلة فلسطينية تقطن في محيط تلك المصانع وتبين انهم يعانون من امراض الحساسية والصدر والجلد  وتبين ان امراض الجهاز التنفسي بشكل عام في مدينة طولكرم تبلغ اربعة اضعاف أي منطقة اخرى بعيدا عن هذه المصانع وهذا ما يفسر الخطر البيئي الكبير الذي تكنه هذه المصانع على صحة المواطن الفلسطيني ، لافتا الى هذه المصانع تفتقر الى معاير السلامة العامة وانعدام الرقابة عليها وتسبب في انفجارات كثير في داخلها والحرائق التي تنشب فيها من حين لأخر وتسبب في انتشار الغيوم السوداء فوق اجواء مدينة طولكرم ، مؤكدا ان طريقة التخلص من النفايات الصلبة في هذه المصانع تتم بطريقة عشوائية مما ادى الى تلوث التربة في المنطقة المجاورة لهذه المصانع .
أحد المتضررين الرئيسين من هذه المصانع أديب محمد عبد الكريم عوض – صاحب قاعة الاحلام يقول : نعاني باستمرار من ألام حادة ومزمنة في الرأس والتهابات حادة في العيون والانف وحساسية في الجلد باستمرار وصعوبة في التنفس في بعض الاحيان نتيجة الابخرة السامة التي تنفثها سلسلة مصانع جيشوري منذ اقامتها في العام 1995 ولغاية يومنا هذا ، مؤكدا انه توجه الى اطباء مختصين اعلموه ان ذلك ناجم عن تلوث الجو ونصحوه بالابتعاد عن هذه المنطقة .
وأكد عوض انه يستخدم المسكنات مثل حبة الاكامول لألام الرأس وبخاخ الفينتولين لأطفاله نتيجة ضيق التنفس المستمر الذي يتعرضون له اثناء انتشار الغبار الاسود في الاجواء ، وتلوث الجو ، مشيرا انه منذ العام 1995 ولغاية اليوم يتم اغلاق منافذ منزله بشكل محكم ويمكننا استخدام باحة المنزل للاستراحة فقط  اذا توقفت المصانع عن العمل فقط ، ونحرم من نشر غسيل المنزل فوق سطح المنزل نتيجة اصابتها بغبار ملوث يؤدي الى تلف الملابس مباشرة ،   لافتا الى انه اصبح خبيرا بنوع الروائح الصادرة عن هذه المصانع وما هي المواد المصنعة فيها .
وأكد عوض انه يحتج بصورة مستمرة على هذه المصانع واجرى اتصالات مع مؤسسات ومنظمات حقوقية في داخل الوطن وخارجه من اجل ممارسة ضغوط على اصحاب هذه المصانع لإلزامهم على الاقل بشروط الصحة والسلامة ، مؤكدا أن اضرار هذه المصانع لا يقتصر على القاطنين في محيط هذه المصانع بل يمتد الى كافة انحاء مدينة طولكرم حيث ان هذه الروائح تنتشر باستمرار فوق اجواء مدينة طولكرم وبالتالي يتأثر فيها عموم اهالي المدينة والضواحي .
ووصف عوض هذه المصانع بمصانع الموت الاسرائيلية ، لافتا الى خطورة عدم التخلص من النفايات الصلبة الناجمة عن هذه المصانع بطريقة غير صحيحة ، حيث تندلع الحرائق احيانا في هذه النفايات مخلفة سحابة سوداء تغطي اجواء المدينة وعدد من القرى المحيطة في مدينة طولكرم . 
وتحدث عوض " للحياة الجديدة " والذي يعيل عائلة كبيرة مكونة من 12 فردا عن تفاصيل معاناة عائلته بعد بناء منزله المحاذي تماما لمصنع جيشوري ، مشيرا انه لم يكن يعلم ان يقدم تاجر يهودي على بناء اول مصنع كيماوي في عام 1995 بمحاذاة منزله مما دفعه الى التحرك والاحتجاج وبذل جهودا كبيرة في محاولة لإغلاقه او نقله الى جهة اخرى ،  مؤكدا انه التقى هذا التاجر اليهودي عدة مرات واخبره ان هذه المنطقة تم تخصيصها لإقامة سلسلة من المصانع لتشغيل الالاف من العمال الفلسطينيين ، وانه سيستخدم كل وسائل السلامة العامة للحد من انتشار الروائج الكريهة من خلال  استخدم الفلاتر ، واثر تعرض اراضي المواطن ابو شمعة المحاذية للمصنع مباشرة للتلف والحرق نتيجة انسياب مخلفات المصانع على ارضه تقدم بدعوى قضائية ضده وعرض عليه التاجر اليهودي اربعة اضعاف دخل الدونم الواحد مقابل التنازل عن دعواه ، وهذا ما حصل نتيجة كبر سن ابو شمعة وعدم قدرته على العمل انذاك .
واشار عوض ان صاحب المصنع الكيماوي أخبره ان هذا المصنع يكسب يوميا مليون ونصف شاقل منها نصف مليون شاقل لخزينة الحكومة الاسرائيلية  ، وبالتالي لا احد يمكنه وقف أو نقل هذه المصانع !.
ودعا عوض الحكومة والجهات ذات الاختصاص التحرك فعليا على الارض لوقف بث سموم هذه المصانع باتجاه مدينة طولكرم والضغط على حكومة الاحتلال لنقل هذه المصانع بعيدا عن التجمعات السكانية ، ودعم صمود المواطنين القاطنين في محيط هذه المصانع وتقديم الادوية والعلاجات المناسبة لهم لدعم صمودهم فوق ارضهم ووطنهم .
"الحياة الجديدة " قامت بجولة ميدانية في محيط مصنع جيشوري والتقت المزارع  عاصم سامي صدوق  الذي اصيب بمرض الحساسية فور عمله في هذه المشتل القريبة من مصنع جيشوري ، حيث ينتشر احمرار فوق سطح الجلد مباشرة في كافة انحاء جسده ويقول "   فور وصولي الى المنزل ظنت زوجتي انني تعرضت للضرب المبرح....! ، وتوجهت الى احد الصيادلة وأعطاني مرهم للعلاج ، مؤكدا ان هذه الاعراض المشابهة ظهرت لكافة زملائي في العمل  "  وانه مضطر للعمل من اجل توفير لقمة العيش لعائلته  ، مشيرا انه لم يتوجه لطبيب مختص خوفا من حرمانه العمل قرب هذه المصانع وانه مستعد للمخاطرة بصحته مقابل توفير لقمة العيش لعائلته .  
وأكد صدوق ان الروائح الكريهة تنتشر عن هذه المصانع خلال ساعات المساء ونشعر بالغثيان مما نضطر الى الابتعاد عن المشتل عدة ساعات لحين ان تخف حدة هذه الروائح الكريهة  .
ويقول المواطن فاروق الناطور ان عام 1995 المنصرم شكل نقطة تحول خطيرة في حياته حيث لم يكن يدرك ان هذا المصنع سيسلب اغلى ما يملك من حياته وهي صحته ، حيث اصيب بمرض يسمى (انفيزيما ) وهو عبارة عن مرض يصيب الرئتين ويجعله غير قادر على التنفس والاعتماد على اجهزة طبية لفحص الاكسجين لضمان بقائه على قيد الحياة .
وتحدث الناطور عن تفاصيل معاناته منذ اقامة مصنع جيشوري والذي ترافق مع بناء محطة الناطور للمحروقات حيث افتتحت المحطة بتاريخ 1996 ولم يمض على افتتاحها اربعة سنوات حتى اندلعت انتفاضة الاقصى وما رافقها من سلسلة اجتياحات مدمرة للمحافظة ادت الى تدمير الشارع الرئيسي للمحطة واستهداف المحطة بشكل مباشر الأمر الذي أدى الى تدميرها بشكل تام  ، قبل أن يعيد بنائها من جديد في الاعوام الثلاثة الاخيرة . 
وأضاف الناطور انه منذ بداية عمله في محطة المحروقات وهو يناضل من اجل ازالة المصنع الكيماوية نتيجة الابخرة السامة التي كانت تنبعث منه خاصة خلال فصل الصيف والرياح الغربية التي تجر تلك السموم باتجاه الاحياء الغربية من مدينة طولكرم حيث لم يكن يتوقع يوما ما ان  يصاب بهذا المرض الذي اثر بشكل كامل على حياته الطبيعية وحوله الى انسان يعيش فقط على الاجهزة الطبية لضمان بقائه على قيد الحياة .
الناشطة السياسية والاجتماعية كفاح ابو ربيع " ام عدي  " صاحبة احدى المزارع التي تقع  خلف مصنع جيشوري قالت انها عانت الكثير من الاضرار البيئية ومخلفات المصانع الكيماوية التي دمرت واتلفت الكثير من المساحات الزراعية التي تمتلكها ، مؤكدة ان ولدها حسام ابو ربيع سقط في مجرى مخلفات المصانع التي كانت تخترق ارضها عندما كان عمره ثلاثة سنوات واصيب بتكمش الرئتين وتضخم في احشائه الداخلية والتهاب حاد في العيون وتم نقله الى مستشفى د. ثابت ثابت الحكومي ومكث هنالك عدة اشهر ، والان اصبح عمر ولدها اربعة سنوات وما زال يعاني لغاية الان من اثار هذه الاصابات و فقدانه المناعة كليا ، لافتة الى ان لديها تقارير طبية تؤكد صحة قولها .
وتطرقت "ام عدي " الى دورها ودور العديد من العائلات التي حافظت على اراضيها الزراعية رغم محاولات اصحاب هذه المصانع السيطرة عليها واغرائهم بالمال مقابل بيعها او تأجيرها على الاقل بغية طردنا من المنطقة والسيطرة عليها في نهاية المطاف .
وقالت ان زوجها يعاني من مرض جلدي غريب نتيجة هذه المصانع حيث لم يحدد الاطباء المختصين العلاج المناسب  له لغاية هذه اللحظة .
والدة الطفلة تقوى جمعة اسماعيل ابو ربيع تعاني من مرض " الربو" قالت ان زوجها توفي اثناء عمله في ارضه الزراعية خلف مصنع جيشوري نتيجة استنشاقه الابخرة السامة الصادرة عن هذه المصانع ، حيث كان يعاني من مرض الربو واصيب بعدة امراض اودت بحياته ، وأصيبت طفلتها بصداع مستمر اثناء اصطحابها لها وعملها في ارضها الزراعية تلتها كحة وسعال مستمر وبعد نقلها الى المستشفى تبين انها مصابة بمرض السحايا ونتج عنه مرض الصرع ،مؤكدة ان الاطباء نصحوها بالابتعاد عن العمل قرب المصنع حفاظا على حياة طفلتها وحياتها ايضا ، والتي اصيبت هي اخيرا هي بأمراض صدرية انتهت بإجراء عملية قسطرة وشبكية لها ، كما وأصيبت طفلتها الاخرى في الصف الثامن بضعف في القرنية نتيجة تعرضها لأبخرة سامه حسب تأكيد الاطباء لها .
وناشدت ابو ربيع كافة الجهات المسؤولة العمل على تقديم المساعدة الطبية لها كون احوالها المادية صعبة جدا جدا .
وعبرت منى احمد حسين عوده  صاحبة احد الاراضي الزراعية المحاذية لمصنع جيشوري عن اسفها من عدم دعم الجهات المختصة لصمودها الحقيقي فوق ارضها ووطنها ، مؤكدة أن الجميع يعلم مدى خطورة وقوع ارضها الزراعية بجانب مصانع الموت الاسرائيلية وما يتعرضون له من مخاطر الاصابة بأمراض خطيرة ، لافتة الى  ان العديد من العمال سقطوا داخل هذه المصانع وتم اسكات اهاليهم عبر تعويضهم بمبالغ مالية كبيرة ، اضافة الى اصابة العشرات من سكان هذه المنطقة بأمراض الحساسية والربو وتم توثيق ذلك من قبل وزارة الصحة الفلسطينية التي ارسلت مشكورة طواقم لفحص اضرار هذه المصانع على صحة المواطنين ، مؤكدة أن الروائح الخطرة تصدر من هذه المصانع وتظهر في العلن خلال ساعات الصباح الباكر وخلال ساعات المساء حيث تنتشر روائح كريهة تصيب المواطنين بدوار في الرأس والتهابات في العيون ، وهذا يتطلب تحرك الجهات المختصة لمعاجلة هذه المشكلة والضغط على كيان الاحتلال وارغامه على اغلاق او نقل هذه المصانع باتجاه مناطق غير مأهولة بالسكان .
المواطن غالب ياسين قال انه يعاني من مشكلة الرئتين نتيجة قرب منزله من مصانع جيشوري مشيرا ال ان تلك المصانع اضرت كثيرا بصحة المواطنين القاطنين في محيط تلك المصانع والتحرك الشعبي لمقاومة هذه المصانع ما زال ضعيفا جدا حسب حد قوله .
وقال النائب د. حسن خريشة ان هذا الملف تم وضعه على طاولة المجلس التشريعي منذ انتخابه لأول مرة ، وقمنا بزيارات مكبات نفايات كيماوية اسرائيلية  في اراض السلطة  الوطنية ولكل المصانع الملوثة للبيئة في محافظتي طولكرم وقلقيلية ،  تحديدا  بعد وفاة العديد من المواطنين بأمراض السرطان في محيط هذه المصانع وسقوط العديد من العمال داخلها نتيجة عدم التزام المشغلين بشرط الصحة والسلامه ، مؤكدا ان المجلس التشريعي ارسل رسائل لكل دول العالم ولكافة المنظمات الحقوقية ، كما لم يستطع المفاوض الفلسطيني والقيادة من ثني الاحتلال على اغلاق او نقل هذه المصانع باتجاه مناطق غير مأهولة .
وقال محمد بليدي رئيس نقابة العاملين في الصناعات الغذائية والزراعية "على الرغم من الحالات المرضية التي تنتشر بين العمال الفلسطينيين الذين يعملون في المصانع الاسرائيلية المنتشرة حول محافظة طولكرم إلا أن عددهم داخل تلك المصانع يبلغ حوالي الخمسمائة عامل" .
وأكد بليدي أن ستة عمال لقوا حتفهم في مصنع "سول أور" المتخصص في تصنيع غاز البروم الخاص بتعقيم الأراضي الزراعية وإنتاج اسطوانات الغاز العادية ، منها ثلاث حالات بمرض السرطان وثلاث أخرى بالحرق، وبعد إضراب استمر ستة أشهر في المصنع إنهار وتم بيعه لشركة bill gasويعمل فيه حاليا 85عامل.
وأوضح أن مصنع جيشوري هو أحد المصانع الأكثر شهرة في تلك المنطقة التي تسمى"براعم السلام" ويختص جيشوري بصناعة الأسمدة والدهانات ومواد تثبيت الشايش وأيضا حبوب الفياغرا.
ويبلغ عدد المصانع في المنطقة المسمى" براعم السلام" وهي بالطبع أسهم الموت إثنا عشر مصنع متعددي الانتاج بين ما يختص بالزراعة والبناء والغاز والكرتون وتفتقر جميعها لشروط الصحة والسلامة العامة وأكبر دليل على ذلك الحالات المرضية بين العمال هناك.
وأشار بليدي إلى أن هناك جهات فلسطينية تتعامل مع تلك المصانع كما وأن هناك أقاويل عن وجود مصنع من تلك المصانع يعود 40% منه لصالح شخص عربي.
وأكد بليدي على ضرورة وجود عيادات طبية في النقابات العمالية تعمل بشكل دوري على التأكد من صحة العامل الفلسطيني عبر الفحص، وأن يكون إجباري للوقوف بشكل دائم على صحة وأمان العامل
ويذكر ان أراضي المواطن كامل ابو شمعة البالغة 14 دونما المجاورة لمصنع جيشوري أصبحت غير صالحة للزراعة بسبب الفضلات السامة الصادرة من المصنع وتسربت اليها وبدت هي ومساحة اخرى من الأراضي قاحلة كأنها صحراء وسط منطقة خضراء.
ويعمل في مصنع جيشوري 30 عاملا في ظروف مأساوية لا يحصلون على تأمين صحي ضد هذه الأمراض المحتملة التي تغزوا أجسادهم .
ويملك مصنع جيشوري رجل اعمال واستثماري اسرائيلي كبير يدير ويملك مصانع ومشاريع في عدد من دول العالم ويعمل بالتعاون مع السلطات الاسرائيلية على توسيع رقعة الاستيطان والمصادرة في المواقع المجاورة ورد على شكاوي مستوطنين من المستوطنة الزراعية (عوز )  بقوله ( انه لا يقوم بتشغيل المصنع الا اذا كانت الرياح شرقية باتجاه طولكرم والمناطق السكنية الأخرى )
ويذكر ان مصنع جيشوري والمصانع الأخرى المحيطة اقيمت على اراض تعود ملكيتها للأوقاف الإسلامية قبل العام 1967 وكانت ممرا لسكة الحديد باتجاه الحجاز ويدعي الاسرائيليين انها اراض اسرائيلية داخل الخط الاخضر .
وتؤكد مصادر حقوقية  ان مصنع جيشوري الذي اقيم اصلا في كفار سابا اغلق في عام 1982 للأضرار البيئية التي تسبب فيها ليعاد فتحه في العام 1987 غرب طولكرم ولم يتنبه أحد في ذلك الوقت لخطورة الآثار البيئية لمصنع جيشوري في كفار سابا لولا إصابة جنود الاحتلال في المعسكر المجاور له بغاز الامونيا السام .

مواقف أمان / تدخلات أمان

تقارير ذات علاقة